الأسئلة والشبهات
اسم الله: هو الاسم العلم على الإله الحق الذي لا شريك له ولا يتسمى به غيره، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، متصف بكل كمال منزه عن كل نقص، الحي القيوم لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
وهو سبحانه مستو على عرشه بائن من خلقه، يمسك السماوات والأرض أن تزولا، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويرزق من يشاء بغير حساب.
وهو سبحانه الرب الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، مالك الملك كل يوم هو في شأن يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.
وهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، أول فليس قبله شيء، آخر فليس بعده شيء، ظاهر فليس فوقه شيء، باطن فليس دونه شيء.
سبقت رحمته غضبه، لا يظلم مثقال ذرة، ولا يغفر أن يشرك به، لم يخلق شيئا عبثا ولم يترك خلقه سدى، خلق الجن والإنس ليعبدوه، أرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب وشرع لهم الشرائع وفصل لهم ما يحتاجونه في دينهم ودنياهم، وإليه مرجعهم فينبئهم بما كانوا فيه يختلفون، خلق الجنة لأوليائه والنار لأعدائه.
صرف لخلقه الآيات فكل ما في الكون يشهد بوحدانيته وأنه الحق وأن وعده حق ولقاءه حق والجنة حق والنار حق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، بعث رسله بالبراهين مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما
الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لنا، قال تعالى: “ورضيت لكم الإسلام دينا”، وهو دين جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، قال تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى”، فما بعث الله نبيا إلا بالإسلام ولكن الشرائع مختلفة.
وكلمة “إسلام” مأخوذة من الاستسلام، وهذه هي حقيقة الإسلام الاستسلام والانقياد لله سبحانه، فلا يكون مسلما من لم يستسلم ويذعن لأوامر الله ونواهيه، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: “إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين”، وقال تعالى: “وأمرنا لنسلم لرب العالمين”.
وجوهر الاختلاف بين الإسلام وغيره من الديانات الأخرى هو الإيمان بالله وحده لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد له، هو ربنا ورب كل شيء، لا إله إلا هو، خالق كل شيء، ما من دابة إلا على الله رزقها، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، يدبر الأمر من السماء إلى الأمر، وإليه يرجع الأمر كله، يحيي ويميت، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، بيده الملك وهو على كل شيء قدير، له الخلق وله الأمر، له الأسماء الحسنى، ولم يكن له كفوا أحد، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
والله عز وجل أرسل بالإسلام رسله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليهم كتبه ضمنها شرائعه، وكل نبي بعث إلى قومه خاصة وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة، فلا نجاة لأحد بعد مبعثه -صلى الله عليه وسلم- إلا بالإيمان به وبما جاء به من الوحي، فلا يسمع أحد بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم لا يؤمن به إلا كان من أهل النار.
والإسلام والإيمان والإحسان بمعنى واحد، وإذا اجتمعت اختص كل منها بمعان، كما جاء في حديث جبريل -عليه السلام- الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان التي هي مراتب الدين، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بما يبين حقيقة كل مرتبة من هذه المراتب، فقال صلى الله عليه وسلم: “الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان”، و “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره” و “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
أما عيسى عليه السلام فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، أحد أولى العزم من الرسل، وأمه الصديقة مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها، كانا يأكلان الطعام. ليس هو ابن الله ولا هو الله ولا ثالث ثلاثة كما يعتقد النصارى، فالله سبحانه لم يتخذ ولدا وما كان معه من إله ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
وجبريل عليه السلام هو الروح القدس شديد القوى ذو مرة أمين الوحي، ليس أحد الأقانيم الثلاثة، وإنما ملك كريم.
والقرآن الكريم هو كلام الله لا ريب فيه نزل به الروح الأمين على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وهو قول فصل ليس بالهزل، وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم، أنزله الله بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، نزله الله تبيانا لكل شيء وهدى وموعظة للمتقين وشفاء لما في الصدور وبشرى للمسلمين ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.
والله سبحانه قد تكفل بحفظ القرآن، أما غيره من الكتب مثل التوراة والإنجيل فقد وكل الله حفظها إلى الأحبار والرهبان، فحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به.
والإسلام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث دين يسر ليس في حرج، وهو دين الرحمة والسلام، وهو منهج حياة ينظم شئون الناس في أمر دينهم ودنياهم، ويبين العلاقة بين العباد وربهم وبينهم وبين بعضهم البعض، فالذي ارتضاه لنا دينا هو الذي خلقنا ويعلم ما يسعدنا ويشقينا، وما يقربنا منه وما يبعدنا عنه ويجلب علينا سخطه.
تعرف سبحانه إلى خلقه بنعمه وآلائه ودعاهم إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض، ليعلموا أن الله هو الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال، وحذرنا من إبليس وجنده وأخبرنا أنه أخرج أبوينا من الجنة وأنه توعد بإغواء المكلفين إلا عباد الله المخلصين فليس له سلطان عليهم، وأن من أطاعه وكفر بالله حشر معه في النار، ومن عصاه واعتصم بالله واتبع المرسلين فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما.
هو الرسول النبي الأمي المذكور في التوراة والإنجيل، خاتم النبيين، ابن الذبيحين، سيد ولد آدم كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، خير البرية، أحد أولى العزم من الرسل وصاحب لواء الشفاعة، بالمؤمنين رؤوف رحيم، لم يكن فظا غليظ القلب ولا صخابا في الأسواق، أقام الله به الملة وأتم النعمة، أرسله شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وهو نبي المرحمة بعث كل نبي إلى قومه خاصة وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، أمته خير الأمم وأكثر أهل الجنة.
اسمه: محمد وأبوه عبد الله وجده عبد المطلب من بني هاشم من قريش من ولد عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهم جميعا الصلاة والسلام، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: أحمد كما بشر به عيسى صلى الله عليهما وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وهو صلى الله عليه وسلم الحاشر يحشر الناس على قدمه، وهو صلى الله عليه وسلم العاقب الذي لا نبي بعده.
ولد صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفيل، توفي أبوه قبل مولده وتوفيت أمه وهو في السادسة، وانتقل إلى كنف جده عبد المطلب سيد قريش إلى أن توفي وهو صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره، عاش بعد ذلك مع عمه أبي طالب، وكان صلى الله عليه وسلم يلقب بين قومه بالصادق الأمين، تزوج من السيدة خديجة خير نساء قريش.
ولما بلغ من العمر أربعين نزل عليه جبريل في غار حراء حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد لتبدأ قصة خاتمة الرسالات، فقام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس بشيرا ونذيرا، فعارضه قومه وقالوا عنه ساحر وكاهن وشاعر، وصدوا الناس عنه وآذوا أصحابه، وكان أكثر أتباعه من الضعفاء، ثم حاول قومه مساومته وإغرائه بالدنيا ليترك البلاغ فأبى أشد الإباء ولاقى في سبيل الله ما لاقى.
حاصروهم في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر، وهو في ذلك صابر محتسب هو وأصحابه مبشرا إياهم بالعزة والتمكين، مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه وماتت زوجه خديجة من كانت تواسيه واشتد عليه البلاء ولكن الله سبحانه بلطفه هيأ له من ينصره ويؤويه، فهاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأقام دولة المسلمين، وحارب أعداء الله ولا زال كذلك حتى أظهره الله عليهم ودخل مكة فاتحا وعفا عن أهلها، وتوفي صلى الله عليه وسلم في العام العشر من الهجرة عن ثلاثة وستين عاما.
تزوج من النساء خمس عشرة منهن من لم يبن بها النبي صلى الله عليه وسلم ومنهن من ماتت في حياته ومنهن السراري، ومات صلى الله عليه وسلم عن تسع، وكان له أربع بنات وثلاثة من البنين كلهم من خديجة إلا إبراهم من مارية وكانت ملك يمين، ماتوا كلهم في حياته إلا فاطمة رضي الله عنهم جميعا.
آتاه الله القرآن والسنة، فما نطق عن هوى ولكنه وحي يوحى، ما ترك صلى الله عليه وسلم من خير إلا دلنا عليه ولا ترك شرا إلا حذرنا منه، بلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وما أحب من الناس أحد أحدا كحب أصحاب محمد محمدا، آمنوا به واتبعوه ونصروه وعزروه، ونقلوا لنا أقواله وأفعاله وصفاته، وظلوا على العهد مستمسكين وكذلك من تبعهم بإحسان حتى وصلتنا دعوة الحق لا يعتريها زيف ولا نقصان